Malik Abbassa

مقدمة :
أصبحت المعلوماتية وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا العملية، نظرا لإيجابياتها في استغلال المعلومات قدر المستطاع قصد ربح الوقت وتطوير الإنتاج، وكذا ضمان التسيير الحسن للمؤسسة بإلغاء الطرق التقليدية، وبالتالي فإنه لا يمكن الفصل بين المؤسسة والمعلوماتية، كما تلبي هذه الأخيرة حاجيات أفراد المجتمع بشكل كبير من حيث الدقة والمنطقية، وتعتبر المعلوماتية وسيلة للتواصل البشري في مختلف المجالات.
إن البشرية مرت بعدة مراحل خلال تطورها كل مرحلة يمكن تقسيمها إلى مراحل و فترات حسب اختصاص الباحثين أو تباعا لبعض المخترعات أحيانا.
و يكاد يتفق الباحثون على ثلاث مراحل كبيرة.
فالمرحلة الأولى هي المرحلة الزراعية استمرت إلى حدود النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث تأتي المرحلة الثانية و هي المرحلة الصناعية او الجيل الصناعي و فيه سادت الصناعة على الزراعة وصارت مصدر خلق الثورة.
و استمرت إلى منتصف القرن 20، حينها عرفت البشرية الجيل الثالث من أجيالها أو المرحلة الثالثة من تطورها وهي مرحلة مجتمع الإعلام و المعلومات هذا المجتمع بدا سنة 1956 عندما تجاوز في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها عدد العاملين في قطاع الإعلام كل عدد العاملين في كل القطاعات الإنتاجية الأخرى، بينما يرى آخرون أن مصطلح الإعلام و المعلومات ظهر في مطلع الستينيات 60 و على الرغم أن هذه العبارة دخلت عالم النسيان إلى أنها عادت إلى الظهور في بروكسل عام 1995 عندما عرض المحافظ الأوروبي تقريره حول طرق السريعة بالإعلام و المعلومات غير أن مصطلح مجتمع الإعلام و المعلومات بدا بالظهور في الخمسينات من القرن 20 حسب الكاتب فارتر ماتشلب، الذي قام بتضييف 30 صناعة وتقسيمها إلى فئات أساسية هي : الأبحاث، التعليم، وسائل الاتصال، المعلومات.
إن مجتمع المعلومات هذا يتدعم باستمرار معلوماتية هامة وبتقنيات معلوماتية جديدة وبدون انقطاع، كل تقنية أو اختراع يكمل الأخر حتى يشكل في نهاية الأمر المجتمع الالكتروني القادم، وهي المرحلة الرابعة في الأفق من مراحل مجتمع الإعلام والمعلومات وان بدأت ملامحها ترتسم في البلدان الصناعية الغربية المتقدمة خاصة، الولايات المتحدة الأمريكية وانه لا خليق بنا إلى هذا الحد بدون تفصيل لأنه غير مطلوب منا في هذا الصدد وإنما بالقدر الذي يخدم الفكرة إلى أهم مخترعات عصر المعلومات منها الألياف البصرية على صعيد الاتصالات وهي تستطيع أن تنقل 1.7 مليون نبضة في الثانية، الكمبيوتر الشخصي، الوسائط المتعددة ووسائل الاتصال التفاعلية أو الحوارية، بنوك المعطيات والشبكات الالكترونية.